اللغة العربية تُعد من أقدم اللغات وأكثرها غنًى بالتعابير والقواعد، ومن بين القواعد المهمة التي تجسد جمال وثراء هذه اللغة هي الأفعال المتعدية ، إذ تشكل الأفعال المتعدية جزءًا أساسيًا في بناء الجمل العربية، خاصة تلك التي تتعدى لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر "ظن وأخواتها".
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل الأفعال المتعدية لمفعولين، مع التركيز على شرح الأفعال الناسخة "ظن وأخواتها"، ودورها في تغيير بناء الجملة ، وأنوعها من حيث المعنى، وأمثلة تطبيقية عليها ، وإعرابها مع تدريبات عليها .
الأفعال المتعدية لمفعولين: ظن وأخواتها |
الفعل اللازم والمتعدي - الأفعال المتعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر
الأفعال في اللغة العربية تنقسم إلى نوعين رئيسيين؛ الأفعال اللازمة التي تكتفي بمرفوعها وهو الفاعل ،ولا تحتاج إلى نصب المفعول به، والأفعال المتعدية التي لا تكتفي بمرفوعها وتحتاج إلى مفعول إضافي لإتمام المعنى.
الأفعال المتعدية لمفعولين: ظن وأخواتها |
وإليك الجدول التالي للتفريق بين الفعل من حيث التعدي واللزوم:
فعل متعدٍ |
فعل لازم |
لا يكتفي برفع فاعله ويحتاج إلى نصب المفعول به فعل + فاعل + مفعول به أو أكثر 1- متعدٍ لمفعول واحد( شرح المعلمُ الدرسَ) 2- متعدٍ لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ( ظنَّ المعلمُ الطالبَ فاهمًا) 3- متعدٍ لثلاثة مفاعيل ( أعلمتُ الرجلَ الجوَّ صحوًا) |
يكتفي
برفع فاعله ولا يحتاج إلى نصب المفعول به فعل
+ فاعل ذهبَ الولدُ إلى
النادي |
ملاحظة : الافعال المتعدية الى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبرهي الأفعال التي تحتاج إلى مفعولين اثنين، وليس مفعولًا واحدًا؛كي تكتمل الجملة. ومن الجدير بالذكر أن هذين المفعولين أصلهما كان مبتدأً وخبرًا قبل دخول الفعل الناسخ عليهما.
الفارق بين الأفعال اللازمة والمتعدية:
الأفعال اللازمة تحتاج إلى فاعل فقط لإتمام المعنى، مثل: "نام الطفل". أما الأفعال المتعدية لمفعولين فهي تحتاج إلى مفعولين، مثل: "ظننتُ الصديقَ وفيًّا".
ظن وأخواتها: الأفعال المتعدية لمفعولين - ما هي أخوات ظنَّ ؟
تعريف ظن وأخواتها:
ظن وأخواتها هي مجموعة من الأفعال المتعدية التي تتطلب وجود مفعولين، أحدهما يمثل أصلاً المبتدأ والآخر أصله الخبر. هذه الأفعال تُسمى "الأفعال الناسخة" لأنها تغير تركيب الجملة من حيث موقع المبتدأ والخبر، وتضعهما في موقع المفعولين.
أمثلة على الأفعال المتعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر " ظنَّ وأخواتها":
الجملة: ظن المعلمُ الطالبَ مجتهدًا.
"ظن" فعل متعدٍّ لمفعولين.
"الطالب" مفعول به أول.
"مجتهدًا" مفعول به ثانٍ، وهو أصله خبر في تركيب الجملة.ظن: ظننتُ المسألةَ سهلةً.
حسب: حسبتُ العالمَ عادلًا.
زعم: زعم الناس الخطرَ قريبًا.
خال: خلتُ الطريقَ طويلًا.
وجد: وجدتُ الكتابَ ممتعًا.
علم: علمتُ الإجابةَ صحيحةً .
جعل : جعلت الأم الدقيقَ خبزًا.
هذه الأفعال السابقة تُستخدم لتقديم معلومات أو افتراضات عن حال أو وصف يكون فيه شخص أو شيء،وفي الجمل السابقة، نلاحظ كيف أن هذه الأفعال تتطلب وجود مفعولين.
إعراب "ظنَّ وأخواتها ":
ظن وأخواتها من حيث المعنى : أفعال اليقين - الشك والرجحان - التحويل
تُعد "ظن وأخواتها" من الأفعال الناقصة المتعدية لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر،والتي تدخل على الجملة الاسمية فتنصب كلًا من المبتدأ والخبر، وتُستخدم للإشارة إلى مجموعة من المعاني المرتبطة بالشك، اليقين، أو التحويل. يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية حسب المعنى:
- - أفعال الشك والرجحان : مثل "ظنَّ"، "حسبَ"، "خالَ"، و"زعمَ". هذه الأفعال تدل على الشك أو الظن بأن الأمر المذكور بعدها قد يكون صحيحًا أو غير صحيح.
- - أفعال اليقين والعلم : مثل "علمَ"، "وجدَ"، "رأى" ،"دَرَى"، و"ألفى". تشير هذه الأفعال إلى التأكد والمعرفة اليقينية بأن الأمر الذي يأتي بعدها هو حقيقة مؤكدة.
- - أفعال التحويل : مثل "جعلَ"، "صيّرَ"، "اتّخذَ"، و"ردَّ". تعبر عن تحويل أو تغيير الحال من شكل إلى آخر، حيث يتحول المبتدأ إلى صفة أو حالة جديدة.
خريطة ذهنية لـ "ظنَّ وأخواتها" :
ملاحظة : تختلف هذه الأفعال في دلالتها بناءً على السياق الذي ترد فيه، وتؤثر في تركيب الجملة العربية بما يضيف عمقًا للمعنى ال
الأفعال المتعدية ودورها في البناء اللغوي:
الأفعال المتعدية لمفعولين تُعد من الأدوات النحوية المهمة في اللغة العربية لأنها تسمح بتوسيع الجملة، وإضافة تفاصيل تساعد في توضيح المعنى. على سبيل المثال، عندما نقول: "ظننتُ الرجلَ سعيدًا"، فإننا نضيف معلومات حول حالة الرجل (سعيدًا) التي تكمّل الفعل "ظن".
استخدام الأفعال المتعدية لمفعولين يسمح بالتنوع في تركيب الجمل. فهي تعطي المتحدث مرونة في التعبير عن الأفكار والمشاعر، مع إضافة تفاصيل توضيحية أكثر.
أمثلة تطبيقية على"ظنَّ" وأخواتها من القرآن الكريم والشعرالعربي:
مثال 1:الآية الكريمة: "وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى" (الضحى: 7).
"وجد" فعل متعدٍّ لمفعولين.
"ك" مفعول به أول.
"ضالًا" مفعول به ثانٍ.
مثال 2: يقول المتنبي : ظنَّ الحمارَ يُدْرِكُ الشَّعْرَ عندهُ ** إذا تركَ الإنسانَ عقلًا مُسلَّما
تدريبات وتمارين على الأفعال المتعدية لمفعولين "ظنَّ" وأخواتها
تمرين 1:
حدد الفعل المتعدي لمفعولين في الجمل التالية، ثم اذكر المفعولين:
- علمتُ الطالبَ مجتهدًا.
- حسبتُ الكتابَ مفيدًا.
- وجدتُ الطريقَ وعرًا.
تمرين 2: اكتب جملًا تحتوي على الأفعال التالية متعدية لمفعولين:
- ظن : ..........................................
- زعم :.............................................
- خال: ............................................
الطالبُ ناجحٌ.
السماءُ صافيةٌ.
القضيةُ منتهيةٌ.
دور الأفعال المتعدية في التعبير اليومي
- الاستخدام اليومي: في الحياة اليومية، نستخدم الأفعال المتعدية لمفعولين بشكل مستمر دون أن ندرك ذلك. نستخدمها للتعبير عن آرائنا، مثل "أعتقد السيارةَ سريعةً"، أو لتقديم افتراضات عن الأشخاص والمواقف.
- أهمية استخدامها: فهم هذه الأفعال واستخدامها بشكل صحيح يعزز قدرتنا على التعبير بشكل أدق وأكثر وضوحًا، سواء في الكتابة أو المحادثة.
الخاتمة: ختامًا، تشكل الأفعال المتعدية لمفعولين "ظنَّ وأخواتها" أداة لغوية أساسية في إثراء التعبير العربي. فهي تتيح لنا تقديم معانٍ دقيقة ومتنوعة تعكس تفاعلات الإنسان مع الواقع والاحتمالات المحيطة به ،وإتقان استخدامها يسهم في تعزيز جودة التواصل وفهم النصوص في سياقات متعددة.
المراجع:
- "النحو العربي بين النظرية والتطبيق"، د. علي الجارم.
- "شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك"، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
- "الكافي في قواعد النحو"، د. سعيد حسن.
- "اللغة العربية قواعد وتطبيقات"، د. فاضل السامرائي.